فوائد من سيرة الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله تعالى
أحببت اليوم أن أستخرج وقفات من سيرة الشيخ الشعراوى رحمه الله
هذا العلم الفذ الورع الخاشع والمحب والمحبب لكتاب الله تعالى .
1- إن أكرمكم عند الله تعالى أتقاكم.
فقد نشأ الشيخ رحمه الله فى قرية بسيطة ومن أسرة طيبة،
مثلها كمثل عامة الناس ولم يكن من الأثرياء والملوك وممن يعيش فى المدينة،
ويطلق عليهم علية القوم،
فشاء الله تعالى أن يخرج هذا العلم الطيب رحمه الله.
2- النشأة الصحيحة واختيار المسار التعليمى النافع.
فقد نشأ الشيخ رحمه الله وتعلم فى الأزهر الشريف،
الذى ربما يهجره الكثير اليوم بل وينفر منه،
وحملات تشويه تعمل ليل نهار بالإعلام لتخويف الناس،
بعدم التقديم لأبنائهم فى هذا الصرح العظيم ،
بل ومع تخفيف المناهج غير ما كان فى السابق،
فعلى الوالد الكريم أن يتخير لأبنائه،
فلك أن تتخيل الآن،
أن هذا العلم الكبير فى موازين حسنات أبيه،
لأنه كان سببا أن يلتحق ابنه الشعراوى ويتربى بالأزهر الشريف .
3- رأى الوالد فى الغالب هو المصيب والإبن لا يعرف مصلحته.
وهنا نحكى موقف من حياة الشيخ رحمه الله،
حيث أنه كان يحب العمل فى مجال الزراعه مع إخوته،
ولكن الله تعالى يهيئ الأسباب،
فيصر هذا الوالد الكريم على إتمام دراسة محمد الشعراوى فى الأزهر،
ويقوم بعمل حيلة لصرف والده عن ما أراد،
ويقول له أن يريد عددا كبيرا من أمهات الكتب،
ويقول له والده أنا أعلم أنك لست بحاجة إلى كل هذه الكتب،
ولكنى سآتيك بها لتنهل من العلم .
4- التعجيل بالزواج يضبط الحياة.
فقد زوجه والده وهو فى الثانوية،
وهذا السن الذى نقول عليه وقت المراهقة،
ولكن لعل هذا كان من الأسباب أن تنضبط حياته وينشغل بأسرته،
ويبعده عن أصحاب السوء فى هذا العمر،
فيتحمل أعباء المعيشة بالإنفاق على أسرته بجانب رحلته العلمية المباركة .
5- لكل مجتهد نصيب.
فقد اجتهد الشيخ رحمه الله وحصل على العالمية مع إجازة التدريس،
ودرس بالمعهد الدينى بطنطا،
ثم ترقى إلى أن درَّس بالجامعة،
ثم ترقى إلى أن عمل أستاذا للشريعة بجامعة أم القرى،
ثم يعود إلى بلده ليكون مديرا لمكتب شيخ الأزهر وقتها حسن مأمون رحمه الله ،
فسبحان الله الذى شاء له هذه الرفعة الطيبة .
6- نظرة العالم للواقع غير نظرة عامة الناس.
فقد سجد لله تعالى شكرا بعد نكسة 1967 مـ وهى هزيمة عسكرية،
ولكنه برر سجوده أنه حمد الله تعالى أنهم لم ينتصروا وهم فى أحضان الشيوعية،
فيفتن المصريون فى دينهم .
7- من ترك شيئا لله عوضه الله.
فقد ترك منصب وزير الأوقاف سريعا بعد توليه،
خوفا من الفتنة فى دينة،
وهذا يبين ورعه رحمه الله تعالى .
8- من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها.
الشيخ محمد متولى الشعراوى رحمه الله مع أنه لم يمكث فى وزارة الأوقاف كثيرا،
إلا أنه شاء الله تعالى أن يكون صاحب أول قرار،
بإنشاء بنك إسلامى فى مصر وهو بنك فيصل،
ليكون سببا فى بعد الكثير من الناس عن الربا،
ويتبين منه موقفه من تحريم الربا بخلاف غيره .
وفى الختام لم تقف الفوائد من حياته رحمه الله تعالى عند ذلك،
بل أكيد هناك الكثير والكثير،
فهذا ما يسر الله تعالى بكتابته ،
ومن يفتح الله تعالى له بفائدة
ممكن يضيف لنا فى التعليقات، ونلحقه بالفوائد إن شاء الله تعالى،
ولكن نكتفى بهذا القدر والحمد لله رب العالمين.
كتبه / هشام حيدره
مدرس القرآن وعلومه بالأزهر الشريف
بارك الله فيكم
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.